الشعر من أهم الخواص التي تميز الإنسان وله من الفوائد الكثير مثل الحماية من العوامل الخارجية، معادلة التغيرات الحرارية، إنتاج المواد الدهنية، المساعدة في إفراز العرق، مصدر هام للخلايا الجذعية وله عدة تأثيرات أخرى على الجانب الجنسي والاجتماعي. يشتق الشعر من طبقات بشرة الجلد ويتكون من جزأين أساسيين: البصيلة وساق الشعرة. تعتبر البصيلة الوحدة الرئيسية في نمو الشعرة.

أما ساق الشعرة فيتكون من اللحاء وخلايا البشرة. تمر بصيلة الشعر بمجموعة من مراحل النمو والراحة المستمرة وتسمى دورة نمو الشعر. ترتبط دورات النمو والراحة بالعديد من المحفزات الغدية، الدموية والعصبية وتعتمد على مكان تواجد الشعر وعدة عوامل أخرى مثل العُمر والنظام الغذائي. سوف نقوم بعرض تشريحي للشعر من الناحية التركيبية والوظيفية وذلك لفهم جميع أمراض ومشاكل الشعر ووسائل علاجها.

نظرة عامة على تركيب الشعرة

بصيلة الشعر من أهم السمات المميزة والتي تعتبر عضو جسدي صغير يقوم بالعديد من الوظائف. تقوم بصيلة الشعر بدور المخزن للخلايا الجذعية الظاهرية والميلانين وتعتبر أيضا من أهم الوحدات المناعية لجسم البشري. نمو بصيلات الشعر يرتبط بشكل وثيق بالعلاقة التفاعلية بين الخلايا المنتجة للميلانين والخلايا المتوسطية. هناك أيضا العديد من الجينات التي تدخل في هذه العلاقة التفاعلية ودورة نمو الشعر.

لكي نعي بشكل مفصل التركيب التشريحي والوظيفي للشعر، يجب أولا أن نتعرف على بعض الإصطلاحات الأساسية الخاصة بالشعر:

مم يتكون الشعر؟ 

من المعروف أن الشعر بسيط التركيب ، حيث يتكون الشعر من بروتين قوي يسمى الكيراتين. وبصيلات الشعر التي تثبت كل شعرة في الجلد. تشكل بصيلة الشعر قاعدة بصيلات الشعر. في بصيلة الشعر الواحدة ، تنقسم الخلايا الحية وتنمو لبناء جذع الشعرة. ثم تغذي الأوعية الدموية الخلايا الموجودة في بصيلة الشعر ، وتوفر هرمونات تعزز من نمو الشعر وبنيته على مرور مراحل العمر المختلفة.

تصنيف وتقسيم الشعر في جسم الإنسان

يتم تحديد أنواع الشعر وكيفية توزيعه على جميع أجزاء الجسم أثناء تكون الجنين في الرحم وكذلك شكل بصيلات الشعر والمساحات المحددة له في الجلد. ومن هنا يمكننا أن ندرك أهمية البروتينات في مرحلة تكوين الجنين لأنها تشارك في مراحل دورة الشعر، حيث أن التغذية السليمة للأم أثناء الحمل تجعل الجينات محملة بالبروتينات الأساسية لتوزيع الشعر.

الجسم البشري تقريبا يكسوه الشعر بالكامل ما عدا بعض الأجزاء مثل الشفاه، باطن القدم، راحة اليد والأعضاء التناسلية الخارجية. غالبية هذا الشعر المنتشر في جميع أجزاء الجسم يكون شعر خفيف وغير ملون، أما الشعر المتواجد في مناطق أخرى مثل فروة الرأس والحواجب والرموش يكون أقوى وأكثر كثافة ولون ويسمى الشعر النهائي الدائم. يحتوي الجسم البشري على نحو 5 ملايين بصيلة شعر موزعة على كافة أجزاء الجسم، وتوجد منها 100.000 شعرة في منطقة فروة الرأس.

بشكل عام يتواجد الشعر النهائي في منطقة فروة الرأس والحواجب والرموش، بينما الشعر الزغبي الخفيف يغطي باقي أجزاء الجسم عند الولادة. أما في مرحلة البلوغ، يتحول بعض من هذا الشعر الزغبي إلى شعر نهائي قوي بفعل مؤثرات الهرمونات الجنسية أو الأندروجين، ويتحول هذا الشعر إلى شعر سميك وطويل إلى نحو 2 سم في أماكن مثل اللحية، الصدر والعانة. عادة يكون الشعر الزغبي الخفيف بطول أقل من 2 مم وسمك أقل من 30 ميكرو ميليمتر ولا يحتوي على صبغة الميالين.

ينقسم الشعر إلى ثلاثة تقسيمات عرقية:

  • أسيوية
  • أفريقية
  • أوربية

ويتم تحديد نوع الشعر في كل تقسيم وفقا لعدة معايير مثل:

  • معدل انحناء الشعرة
  • منسوب التجعد
  • عدد التموجات
إجمالي عدد شعر الجسم تقريبا 5000.000
عدد شعر فروة الرأس 80.000 – 150.000
معدلات دورة الشعر فروة الرأس طور النمو: 85 – 90%

طور التراجع: 1%

طور الراحة: 10 – 15%

فترة بقاء كل مرحلة في دورة الشعر طور النمو: 2 – 6 سنوات

طور التراجع: 2 – 3 أسابيع

طور الراحة: 3 أشهر

معدل تساقط شعر فروة الرأس 100 – 200 شعرة يوميا
معدل إنتاج شعر فروة الرأس 0.35 مم يوميا / 1 سم شهريا
مقاييس طول وقطر الشعر الشعر الزغبي الخفيف: 0.06 مم / 1 – 2 مم

الشعر النهائي القوي: 0.06 مم / 1 – 50 سم

لون الشعر الشعر القاتم

الشعر الأشقر والأحمر

التشريح التركيبي للشعر

تركيب الشعر من الأمور المعقدة نسبيا بالنسبة لهذا الجزء الصغير الظاهر فوق سطح الجلد. لكن من المهم فهم تركيبها الداخلي ومكوناته حتى تكون على دراية بكيفية عمل الشعر وطرق حمايته والإشارات التي يمكنك استنباطها في حين تعرض الشعر لأي خلل أو حالة مرضية تستدعي العلاج. تتكون الشعرة من تركيبين أساسيين وهما:

  • الجريب: هي الجزء الحي من تكوين الشعر ويقع أسفل بشرة الجلد مباشرة.
  • ساق الشعرة: جزء غير حي أعلى بشرة الجلد ويتكون من خلايا قرنية.

توجد العضلة الناصبة للشعرة بين الانتفاخ ونقطة اتصال موصل البشرة. فوق نقطة تلاقي العضلة مع الشعرة توجد الغدة الدهنية وغدة إفراز سوائل البشرة المفتوحة على البصيلة.

الجزء الهام بالنسبة لأي شخص يرى الشعر وجودته هو الساق الذي يعبر عن كفاءة جريب الشعرة بالكامل بما فيها من غدد وبصيلة. يتكون ساق الشعرة من ثلاث طبقات:

  • الجليدة: وهي الطبقة الخارجية المتصلبة والتي تحمي الجزء الداخلي من الشعرة
  • لحاء الشعرة: وهي الطبقة الوسطى القشرية.
  • النخاع: وهو الجزء الداخلي من الشعرة.

الجليدة “قشرة الشعرة الخارجية”

تتصل خلايا الجليدة المسطحة والتي تكون على شكل مربع بخلايا لحاء الشعرة تماما، وتتحرك الخلايا الخارجية في حركة محيطية حتى تجعل نمو الخلايا للأعلى مما يتسبب في تقاطعات ممتدة لخارج البشرة نحو الأعلى.

تشابك خلايا الجليدة داخل جريب الشعرة يؤدي إلى نمو الشعر الطبيعي نحو البشرة وليس نموا داخليا تحت الجلد، وأيضا يساعد على طرد أي خلايا ميتة ورواسب أو فضلات ناتجة عن العوامل الجوية للأعلى بعيدا عن فروة الرأس. تؤدي خلايا الجليدة أيضا بعض وظائف الحماية أمام المواد الكيميائية التي يستخدما الشخص لتصفيف أو تجميل الشعر.

خلال فترة نزوح هذه الخلايا من البصيلة حتى تصل إلى القشرة الخارجية للشعر أو الجليدة، تتحرك على هيئة تدفقات مغزليه، بحيث تتكتل سويا وتتراكم على السطح الخارجي للشعرة بالتوازي مع محور ساق الشعرة.

لحاء الشعرة

على الجانب الأخر، تتجمع العديد من الألياف الدقيقة المكونة من الكرياتين أو الخلايا القرنية سويا مكونة ألياف أكبر وهي التي تمثل تقريبا 50% من تركيب لحاء الشعرة. بالإضافة لذلك، يمثل اللحاء الجزء الأكبر من تكوين ساق الشعرة وهو الجزء الذي يحتوي على صبغة الميالين المسؤولة عن صبغة الشعر.

نخاع الشعرة

يقع النخاع في الجزء الداخلي المركزي لساق الشعرة وهو عبارة عن ألياف دقيقة أكثر خشونة. يحتوي نخاع الشعرة على بروتينات بنائية مختلفة تماما عن كرياتين الشعر العادي والذي يكون مملوء بالأحماض الأمينية والسيترولين وهو حمض أميني مساعد، وأخيرا يكون غطاء داخلي بمساعدة الخلايا الناضجة.

جريب الشعرة

هي التركيب الأساسي لنمو الشعر ويعتبر هو الجزء الكبير الحاوي على جميع مكونات الشعر أسفل منطقة البشرة. يتكون جريب الشعرة من جزأين أساسيين وهما:

  • جزء علوي يحتوي على البرزخ وقمع الشعرة
  • جزء سفلي يحتوي على انتفاخ الشعرة

الأهم في هذين الجزأين هو الجزء العلوي الذي يحوي على قمع الشعرة والبرزخ. يبقى الجزء العلوي ثابتا ومستقرا، بينما يمر الجزء السفلي بعدة مراحل ودورات مستمرة للنمو.

قُمع “مخروط” الشعرة

هو أعلى جزء من جريب الشعرة ويكون على شكل مخروطي ممتد من الغدة الدهنية حتى العضلة الناصبة للشعرة. يكون هذا الجزء على شكل قمع مملوء بالزُهم وهو خليط من مواد زيتية ودهنية وأيضا يحتوي على إفرازات الغدة الدهنية.

برزخ الشعرة

هو جزء يقع أسفل القطاع العلوي من جريب الشعرة بين فتحة الغدة الدهنية والعضلة الناصبة. الأهم في هذا الجزء أنه يحتوي على الحقن الجنيني لجريب الشعرة وتحديدا يكون في انتفاخ البرزخ والذي يقع بجوار العضلة مباشرة.

أثبتت عدة دراسات أن هذه الخلايا عديدة الوظائف وتوالدها هو المسؤول عن تجديد الجزء السفلي من بصيلة الشعر أثناء طور نمو الشعرة. من أهم مميزات الحقن الجنيني أن لها طبيعة خاصة تنمو ببطء حتى تحافظ على بقاءها لأطول فترة ممكنة وتقليل أخطاء الحمض النووي دي إن أي والتي من الممكن أن تحدث خلال نسخ الخلايا.

تنتقل هذه الخلايا للأسفل حتى تدخل في النسيج الخلوي للبصيلة. تمر هذه الخلايا بعدة مراحل حتى تكون ساق الشعرة وجريب الجذر الداخلي. وأيضا تنمو هذه الخلايا للأعلى حتى تكون الغدة الدهنية وأيضا تساعد في التئام الجروح.

المنطقة العليا لبصيلة الشعر

هي منطقة تعلو بصيلة الشعر أسفل البرزخ وتتكون من ثلاثة طبقات وهي غمد الجذر الخارجي، غمد الجذر الداخلي، وساق الشعرة. هذه الأجزاء تعتبر هي الأهم عند دراسة تركيب الشعرة الداخلي من حيث الوظائف التي تؤديها أثناء مراحل ودورات نمو الشعر وأيضا تعبر بشكل كبير عن قدرة البصيلة على إنتاج الشعر وجودته.

غمد الجذر الخارجي

هو المنطقة الممتدة من بشرة الجلد عند قمع الشعرة وحتى بصيلة الشعر وتتغير نوعية خلاياها بشكل ملحوظ في جميع أجزاء جريب الشعرة. حيث تكون هذه الخلايا متماثلة مع خلايا بشرة الجلد في الجزء العلوي، وتتحول إلى خلايا كرياتين أو قرنية عند مرورها بالبرزخ.

تتحول هذه الخلايا لتكون على هيئة خلايا مكعبة وذلك عند وجودها بالقرب من حافة البصيلة وتكون متعددة الطبقات عند وجودها في نطاق البصيلة. توجد طبقة فاصلة بين غمد الجذر الخارجي والداخلي تسمى بالطبقة المرافقة والتي تقوم بالعديد من وظائف النقل بين الطبقتين. أيضا نجد في غمد الجذر الخارجي خلايا ميلانية وخلايا ميركل وخلايا لانجرهانز وهي خلايا استشعارية ووقائية لحماية البشرة.

غمد الجذر الداخلي

تحتوي هذه المنطقة على ثلاث طبقات وهي: طبقة هيلين، طبقة هازلي وطبقة قشرية. ترتبط خلايا الغمد الجذري الداخلي وتتشابك بخلايا الطبقة القشرية، وعن طريق هذا التشابك يحدث الترابط الوثيق بين ساق الشعرة والجريب. يتكون الغمد الداخلي ويتصلب قبل ساق الشعرة وبذلك يكون هو الجزء المسؤول عن تشكيل الشعرة.

تمر كل طبقة من طبقات الغمد الداخلي بمرحلة مختلفة لكي تصبح صلبة وذات خلايا قرنية ويحدث هذا على مستويات مختلفة حتى تتصلب طبقة هازلي أولا فوق طبقة هيلين. المهم في هذا الغمد الداخلي أنه يغلف ويدعم ساق الشعرة حتى تصل للبرزخ.

بصيلة الشعر

هي الجزء السفلي من جريب الشعرة والذي يكون على هيئة معينة الشكل أشبه ما تكون بالبصلة الصغيرة، وتحتوي على “مطرس” الشعرة أو النسيج الخلوي وحليمة الشعر. بصيلة الشعر هي الجزء التوالدي النشط في جريب الشعرة. خلايا النسيج الخلوي توجد في الجزء السفلي من جريب الشعرة وتحيط بجميع جوانب الحليمة. لذلك فإن غمد الجذر الداخلي وساق الشعر يشتقان من خلايا النسيج الخلوي، لأنها هي المسؤولة عن إنتاج الكرياتين وجميع البروتينات المتعلقة به. كذلك تحتوي خلايا النسيج الخلوي على الميانين الذي يتحكم في صبغة الشعر بناء على نسبة الصبغات السائدة به.

حليمة الشعر

تتكون الحليمة من تكتلات من خلايا متوسطية في مراحلها التكوينية الأولية وهي أحد أهم الأجزاء المساعد في دعم وتكوين جريب الشعرة وخلاياه المختلفة. تعتبر أيضا المسؤولة والمتحكمة في حجم ونوع جريب الشعر والبصيلة وحجم جزء البصيلة المشترك في طور نمو الشعر، وفترة مرحلة النمو وقطر ساق الشعرة وكذلك تعتبر مصدر أساسي لعوامل النمو.

التركيب الجزيئي للشعر

بروتينات الكرياتين يمكن أن تنقسم لعائلتين رئيسيتين:

  • كرياتين حمضي
  • كرياتين أساسي متعادل

هناك 54 جين وظيفي مرتبط بهذا النوع من البروتينات بحيث 28 جين خاص بالكرياتين الحمضي و26 جين خاص بالكرياتين المتعادل. أيضا يوجد 11 نوع من بروتينات الكرياتين الحمضية و6 أنواع من الكرياتين المتعادل والبقية تعتبر بروتينات كرياتين حيوية. هناك مجموعة كبيرة من البروتينات التي تدخل في تكوين الشعر وتسمى بروتينات مرتبطة بالكرياتين. أما بروتينات المطرس أو بروتينات الأنسجة الخلوية فتنقسم لثلاثة أجزاء أساسية طبقا لما تحتويه من الأحماض الأمينية.

مناعة جريب الشعرة والبصيلة

خواص الشعر المناعية من أهم ميزات هذا العضو الصغير في بشرة الجلد، حيث يمثل الجريب منطقة محصنة مناعيا ضد أي أجسام غريبة وضارة لكنها ذات سمات مختلفة عن باقي أجزاء الجسم. بناء على ذلك، من الممكن ان يبقى أي نسيج خلوي غريب حيا لفترة طويلة دون التعرض لأي مقاومة مناعية، وهي الحالة التي تستند عليها عمليات زراعة الشعر عند نقل بصيلات من الشعر من مكان ما في الجسم إلى فروة الرأس دون حدوث أي نوع من أنواع الالتهاب أو التورم بهدف طرد الجسم الغريب.

ينشط النظام المناعي الخاص بالشعر في مرحلة النمو “أناجين” ويختص بحماية النسيج الخلوي خلال هذه المرحلة وحماية جريب الشعرة بشكل كامل. تنبع ميزات النظام المناعي للشعر الخاصة من:

  • نظام مناعي سفلي من الفئة “أ” في منطقة غمد الجذر الخارجي والنسيج الخلوي.
  • إنتاج داخلي لموقفات المناعة والتي تعمل على بقاء الأجسام الغريبة لفترة طويلة.
  • وقف الدور الوظيفي لخلايا المضادات المناعية بشكل ذاتي.
  • غياب الخلايا الليمفاوية.
  • إنشاء نسيج خلوي خارجي لمنع تجمع الخلايا المناعية.

كيفية تصبغ جريب وساق الشعرة

لون الشعر والذي يعتبر من السمات المميزة لشعر فروة الرأس، اللحية، الحواجب والرموش له فوائد عديدة مثل الحماية من الأشعة الفوق بنفسجية، تنظيم الحرارة وبعض الميزات الجنسية الأخرى. إنتاج صبغة الميالين في بصيلة الشعر في طور النمو يساعد في تخفيف ضغط الخلايا الواقع بسبب نشاط الأكسجين.

يعتبر تصبغ خلايا جريب الشعر من الظواهر الدورية التي تحدث بشكل مستمر وعلى أنماط تكرارية متزنة. خلال المرحلة الانتقالية من طور النمو إلى طور تراجع الشعر، يتوقف إنتاج الميالين ويعاود الانتاج مع إعادة تكوين الإنزيمات الأساسية للصبغة وهو ما يتبعه موت هذه الخلايا في نهاية طور الراحة والذي يعاد فيه تكوين الجزء المستهلك من البصيلة.

تكمن خلايا الميالين المسؤولة عن صبغة الجلد في النسيج الغشائي بطول غمد الجذر الخارجي لجريب الشعرة أثناء فترة نموها. على الرغم من ذلك، انتاج صبغة الشعر سواء السوداء أو الحمراء يحدث في وحدة تصبغ بصيلة الشعر والتي توجد أعلى الحليمة. في منطقة النسيج الخلوي يتم نقل هذه المواد المتحكمة في صبغة الشعر إلى قشرة ساق الشعرة حتى تنصبغ باللون المفترض. أيضا يحتوي جريب الشعرة على خلايا جذعية صابغة وتوجد في منطقة انتفاخ الشعرة.

التركيب الوظيفي للشعر

دورة نمو الشعر

نمو الشعر هو عبارة عن عملية دورية تحدث لجميع بصيلات الشعر وأجزاءه الناضجة. تتكون دورة نمو الشعر من أربعة مراحل أو أطوار أساسية وهي: أناجين “طور النمو”، كتاجين “طور التراجع”، تلوجين “طور الراحة”، وإكسوجين “طور التساقط.

  • أناجين “طور النمو”

تبدأ دورة الشعر العادية بطور النمو والذي يكون على هيئة انقسام للخلايا الحيوية بشكل نشط والتي تقع في حليمة الشعرة حتى تصل لساقها. هذه المرحلة هي الفترة التي ينشط فيها انقسام الخلايا والنمو الملحوظ حيث يكبر الجريب ويأخذ كامل مساحته مما يؤدي إلى إنتاج ألياف الشعر القوية وغاليا ما تكون نسبة 85-90% من شعر الرأس في هذه المرحلة.

تنقسم مرحلة نمو الشعر خلال دورته إلى 6 أقسام. خلال الأقسام من 1-5، تتكاثر الحقن الجنيني في منطقة حليمة البشرة العلوية وتتجه للأسفل نحو طبقات الجلد السفلية حتى تساعد خلايا ساق الشعرة على التكاثر والنمو. نتيجة لذلك، تبدأ الخلايا الميالينية المسؤولة عن صبغة الشعر في النمو والتكاثر حتى تتلون الشعرة باللون السائد. أما في القسم 6 من طور النمو، تكون بصيلة الشعر والحليمة المجاورة لها قد أوشك نموها على الاكتمال، وبذلك يظهر ساق الشعرة من الجلد ويستمر في النمو. تدوم هذه المرحلة لما يقرب من 6 أعوام على حسب جودة البصيلة وطرق إمدادها بالمواد الغذائية وكيفية وصول الدم بشكل مناسب في الأوعية الدموية.

تعتبر مرحلة النمو “أناجين” هي المتحكمة في تكوين ساق الشعرة ولونها، ولا يتم هذا العمل إلا في هذه المرحلة فقط. درجة التماثل المحوري، أو درجة تشكل قالب بصيلة الشعر يحدد بشكل كبير تركيب الشعرة النهائي ومدى التفافها وتجعدها وتموجها. طول الألياف في ساق الشعرة يعتمد على فترة بقاء الشعر في طور النمو، فكلما طالت هذه الفترة، كلما حصلت الشعرة على طول وحجم أكبر.

  • كتاجين “طور التراجع”

مع نهاية مرحلة نمو الشعر، يبدأ انقسام الخلايا الميتوزي أو المتتابع في التوقف والبطء بشكل كبير، وتدخل بصيلة الشعر والجريب الحاوي لها بالكامل في مرحلة تراجع في كيفية انتاج وانقسام الخلايا وتسمى كتاجين. تستمر فترة تراجع الشعر لمدة أسبوعين بغض النظر عن مكان نمو الشعر سواء في فروة الرأس أو في أي مكان أخر من الجسم. خلال هذه المرحلة، يتحول ساق الشعرة القريب من البصيلة إلى خلايا قرنية ميتة بحيث تكون شعر مقرعي والجزء البعيد الذي يوجد خارج الجلد يدخل في مرحلة استماتة.

تنقسم مرحلة التراجع إلى 8 أقسام مختلفة بحيث تبدأ علاماتها الأولى عندما تتوقف بصيلة الشعر عن انتاج صبغة الميالين الملونة للشعر. تدخل كل من خلايا جريب الشعر، الخلايا المتوسطية، الخلايا العصبية للشعر، والخلايا الدموية في مرحلة توقف عن التكاثر وبداية استماتة نهائية.

هذه الفترة تعبر عن تراجع البصيلة عن أداء وظائفها بشكل جيد. يتراجع جذر الشعرة ويبدأ غشائها الخارجي في التكاثف، ثم أخيرا يتحول الجزء السفلي من بصيلة الشعرة إلى خيط رفيع مضمحل حتى يستعد للانفصال عن باقي جريب الشعرة. بعد هذا الضمور الملحوظ في بصيلة الشعر واستعدادها للتجديد في مراحل أخرى، يبدأ الشعر نفسه في الانفصال عن البصيلة بشكل جزئي حتى يسمح بفصل جزء من البصيلة مع الشعر.

  • تلوجين “طور الراحة والخمول”

هذه المرحلة هي الفترة الانتقالية بين اكتمال تراجع الشعر وبداية طور نمو جديد. تستمر هذه الفترة لما يقارب 2-3 أشهر بحيث يكون 10-15% من شعر فروة الرأس في هذه المرحلة. يتحول شعر فروة الرأس إلى شعر مقرعي ميت حتى يستعد للسقوط. تستقر البصيلة في هذا الطور ولا يتم إجراء أي تغير ملحوظ عليها لحين حدوث طور النمو الجديد والذي يبدأ بخروج بعض الإشارات من حليمات البشرة مما يجعلها تتحفز على انتاج وتكاثر الخلايا من جديد.

طور الراحة يكون هدف صريح لدورة الشعر بحيث يتأثر بالعديد من العوامل مثل الهرمونات الجنسية، هرمون البرولاكتين المسؤول عن إفراز اللبن، هرمونات الغدة الدرقية والهرمونات الشبكية. لا يوجد أي نشاط جزيئي ملحوظ في هذه المرحلة إلا بعض التحولات الخاصة بهرمون الاستروجين بحيث تؤثر على الخلايا الليفية لحليمة الشعر.

  • إكسوجين “طور التساقط”

اهتمام علمي كبير بكيفية تساقط الشعر في الطور الأخير لدورة الشعر والبصيلة، ولكنه من الأمور الهامة للمريض لأنه يعبر عن المشكلة التي يشعر بها. هذه المرحلة هي خلاصة دورة نمو الشعر بالكامل حيث تتراكم جميع المؤثرات السابقة لتقوم بإسقاط الشعر خارج الجلد والتي يجدر بنا ذكر أهم جوانبها وهي: توقف الخلايا عن الانقسام والتكاثر، توقف إفراز خلايا الميالين الصابغة للشعر، تحول ساق الشعرة إلى خلايا قرنية ميتة، ضمور الجزء السفلي من البصيلة وتحوله لخيط ليفي، توقف افراز عوامل النمو وأخيرا انكماش جريب الشعرة وقربه من سطح الجلد استعدادا لبدء دورة نمو جديدة.

الساعة البيولوجية لدورة نمو الشعر

لا تحتاج دورة نمو الشعر إلى أي تدخل من قبل الأوعية الدموية أو الخلايا العصبية أو أي تدخل من جانب مكونات جريب الشعر حتى تتم عملها. هذه الدورة تتم وفقا لعدة مقاييس بيولوجية وخلوية تقوم بضبط كل مرحلة من مراحل الدورة وكيفية أداء عملها ووقتها المناسب. يقاس هذا الوقت على أساس التوازن بين خلايا بصيلة الشعر والجريب وتفاعلها مع الخلايا المتوسطية المحيطة بها. يتوقف هذا المقياس على بعض الإشارات المتناغمة المسؤولة عن فصل الخلايا من بيئة بصيلة الشعر وتوجيهها للقيام بأدوار أخرى.

أخيرا، دورة نمو الشعر تعتبر عملية زمنية تتوقف على عدة عوامل بيولوجية تحدث في نطاق بصيلة الشعر والجريب الحاوي لها. تعتمد الساعة البيولوجية لهذه الدورة على بعض المحفزات العصبية والدموية التي تحدد بشكل كبير فترة بقاء البصيلة وساق الشعرة في مرحلة نمو. في حالة افتقار البصيلة للتدفق الدموي المناسب وفقدان عوامل النمو المشاركة في تنمية وتحفيز خلايا البصيلة على القيام بالدور المطلوب تجاه نمو الشعر، تتجه بصيلة الشعر للدخول في مرحلة تراجع ثم راحة وتستعد لإسقاط الشعر.

لا شك أن هذه العملية تكاملية وتعتمد على العديد من العوامل الواجب توافرها للحفاظ على الشعر من التساقط بشكل سريع. فقدان أي من هذه العوامل ربما يؤدي إلى سقوط الشعر بشكل مفاجئ مما يضطر المريض للبحث عن وسيلة طبية وعلاجية لإنبات الشعر والمحافظة عليه من التساقط. من بين هذه الطرق العلاجية عملية زراعة الشعر، حقن علاج ترومبوسيت لتساقط الشعر، الميزوثيرابي، محفزات نمو الشعر العلاجية مثل المينوكسيديل والفينيستيرايد، واستخدام الزيوت والعلاجات العشبية المختلفة.

المراجع

https://www.intechopen.com/books/hair-and-scalp-disorders/anatomy-and-physiology-of-hair

https://www.researchgate.net/publication/259488385_The_human_hair_From_anatomy_to_physiology

 

قد تكون مهتما!  هل يمكنك شرب الشاي بعد عملية زراعة الشعر؟