عندما يتم ذكر فكرة زراعة الشعر بشكل عام، يفكر معظم الناس على الفور في زراعة الشعر من الجزء الخلفي من الرأس إلى أعلى الرأس. في حين يتم تنفيذ هذه التقنية على أساس منتظم، ليس كل مريض لديه ما يكفي من الشعر للزراعة على قمة الرأس والمناطق التي تعاني من الصلع أو الشعر الخفيف. هؤلاء المرضى يجب عليهم البحث عن مصادر أخرى لشعر المنطقة المانحة لزراعته في فروة الرأس. واحد من الخيارات الأكثر شيوعا للمرضى في هذه الحالة هو زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم bht.
مبدئيا، ربما تكون هذه العملية غير جيدة في غالبية الأحيان، نظرا للعديد من الأسباب. زراعة الشعر باستخدام تقنية bht هي عملية لاستعادة الشعر مثل أي عملية نقل شعر سميك من جزء من الجسم إلى جزء آخر. في إجراء الزراعة التقليدي، يقوم الطبيب بنقل الشعر من المنطقة الخلفية وجانبي فروة الرأس إلى منطقة الشعر الخفيف أو الصلع. عندما يؤخذ الشعر من مكان ما خارج الرأس ثم يزرع في الرأس في عملية زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم يكون هناك الكثير من الاختلافات الجوهرية.
يمكن اعتبار أي جزء من الجسم في هذه العملية، ويمكن أن يتم استخدام شعر اللحية أو الصدر أو الساقين أو الذراعين. لكننا لا يمكن ان نعتمد على النتائج غير الثابتة والتي من الممكن أن تجعلك تنفق الكثير من المال من أجل لا شيء. لهذا ليس بوسعنا اعتماد نتائج زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم على إنها من النتائج الموثوقة التي يمكن التنبؤ بها.
هل يمكن زراعة الشعر من شعر الجسم؟
تعمل زراعة شعر الصدر على نفس مبادئ زراعة شعر الرأس. يتم اقتطاف بصيلات الشعر من مكان بالجسم وزرعها في مكان آخر كما يوحي الاسم.
ومع ذلك ، لا ينصح الأطباء بإجراء عمليات زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم طالما لم يكن هناك ضرورة لذلك. إن أولوية الأطباء هي محاولة الحصول على ترقيع من المنطقة المانحة في الرأس والتي تقع عادةً في الظهر وعلى جانبي الرأس.
من يصلح لإجراء زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم؟
عامة تبحث فئة نادرة من المرضى عن إجراء زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم. وبشكل عام يكون الشخص الذي يعاني من نقص الشعر المانح لفروة الرأس هو أول الراغبين في إجراء مثل هذا النوع من العمليات. هذا النوع من المرضى تكون درجة الصلع فيهم غير متزامنة مع كمية شعر المنطقة المانحة التي يمكن توفيره. إذا كان الصلع الشعري للمريض على مستوى نورود ستة أو سبعة في أنماط زراعة الشعر، فهذا هو الصلع الشديد.
في مريض من هذا القبيل، يمكن للأطباء البدء في النظر في وقت مبكر في جميع مصادر الشعر المانح خارج الرأس. يفعلون ذلك لتوسيع إمدادات المناطق المانحة الصالحة بافتراض أن المريض لديه شعر الجسم بكمية ونوعية كافية. ليس الجميع مرشح لأن العديد من المرضى لا يمتلكون إمدادات شعر الجسم المناسبة. هذا هو الحال عادة في المرضى الإناث على سبيل المثال والمرضى الذين لا يتميز جسمهم بإنبات الشعر بالشكل المطلوب.
الأنواع الأخرى من المرضى المثاليين هم أولئك الذين لديهم إجراءات زراعة الشعر السابقة، لكنهم لم يستوفوا احتياجاتهم من ناحية الكثافة والتغطية الكاملة. بسبب الندوب لا يوجد لديهم ما يكفي من الشعر المانح على فروة الرأس. المرضى الذين يعانون من حروق أو تعرضوا للحوادث، والذين تركوا مع قمة رأس متأثرة قد يكونوا أيضا مرشحين لهذا الإجراء.
لماذا لا تنجح زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم؟
واحدة من المفاهيم الخاطئة الرئيسية هي أن شعر الجسم سيتحول إلى شعر مماثل لشعر فروة الرأس. كانت هناك تقارير حول الطريقة التي يتحول بها شعر الجسم إلى شعر الرأس. يعتقد عدد كبير من المرضى أن ذلك سيحدث دائما. حتى أن بعض الأطباء أشاروا إلى هذا في المنشورات غير المؤكدة حول هذا الموضوع، لكن هذا مفهوم خاطئ. عادة ما يتصرف شعر الجسم بالطريقة التي يتصرف بها في موقعه الأصلي المأخوذ منها. سيكون مثل شعر الساق عندما يكون على فروة الرأس أو تماما يتصرف الشعر المأخوذ من الجسم ويسلك نفس السلوك الذي كان عليه في موقعه الأصلي.
هناك اعتقاد خاطئ آخر هو أن شعر الجسم يعمل بشكل ممتاز كما لو كان شعرا مثاليا. هذا الاعتقاد الخاطئ يأتي من الأطباء والمرضى على حد سواء. يجب اختيار المرضى بشكل صحيح ويجب أن تكون التقنية متسقة ودقيقة وحساسة للغاية. ربما توضح لك النسب التالية عن مدى نجاح زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم:
- يمكن أن تنتج زراعة شعر الجسم المأخوذ من الرقبة من 60-65% من الشعر في فروة الرأس.
- يمكن أن ينتج شعر اللحية ما بين 55-60% من الشعر الجديد.
- نتائج زراعة شعر الصدر والساقين في فروة الرأس لا تتجاوز 50% من النجاح.
- أما في عملية زراعة الشعر التقليدية من فروة الرأس من مناطقها المانحة إلى المناطق التي تعاني من الصلع فتنتج حوالي 90-95% من إجمالي الشعر المزروع.
يحتاج المرضى إلى فهم أنه اعتمادا على الشعر الذي يختارونه، يكون شكل ومظهر الشعر الناتج في فروة الرأس. إذا كان المريض يفكر في التغطية الكاملة، فإن شعر الصدر لن يعطي نفس التغطية لشعر الرأس. قد يحتاج المريض بالفعل إلى استخدام 20 شعرة صدر بدلا من 10 شعرات مأخوذة من الرأس. لذا بشكل عام تكون فرص نجاح زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم أقل من نصف فرص نجاح زراعة الشعر التقليدية.
الفرق بين زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم والزراعة التقليدية
في الواقع لا يمكننا مقارنة الشعر الذي ينبت في فروة الرأس بأي نوع شعر أخر في الجسم. ذلك لأن لكل نوع شعر مقاييس مختلفة ومعدلات نمو مختلفة عن أي شعر أخر. عند إجراء مثل هذه المقارنة سوف نضطر إلى وضع قوانين بين لحساب الفروق بين كل نوع شعر وسرعة نموه وأقصى طول قد يصل إليه إلى جانب عوامل السمك واللون والتجعد والالتفاف.
بالنسبة إلى الشعر المأخوذ من الرقبة واللحية يكون الشعر ذا سمك أكبر ومعدل نمو أقل بكثير من شعر فروة الرأس. على الجانب الأخر، يكون أقصى طول للشعر ليس بالشكل المطلوب كما ينمو شعر فروة الرأس. الأهم في الأمر، أن شعر اللحية والرقبة بعد الوصول لطول معين يكون تجعده ودرجة التفافه أعلى من شعر الرأس الطبيعي. وبالتالي لا يكون هذا الخيار جيد خاصة للمرضى الذين يريدون شعر أطول. أيضا يكون هذا الشعر مختلف في القياسات عن الشعر الأصلي، لذا فلن يكون هناك أي تناغم أو انسجام بين الشعر المزروع والشعر الأصلي.
أما الفرق بين الشعر المأخوذ من باقي أجزاء الجسم مثل الصدر والساقين والظهر والشعر الأصلي لفروة الرأس فيكون مختلفا تماما. شعر الجسم من هذه المناطق يكون في العادة أقل سمكا من شعر فروة الرأس. أيضا لا ينمو هذا الشعر بسرعة وتكون معدلات بقاءه أقل بكثير من فرص بقاءه في موضعه. أما المشكلة الأكبر أن شعر الجسم لن ينمو بطول كبير، ففي غالبية الأحيان لا يزيد طوله عن 1-2سم بعد عملية الزراعة. هذه تعتبر مشكلة ترجح كفة عدم إجراء زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم.
المخاوف بشأن عملية زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم
هناك بعض الاختلافات المهمة بين شعر فروة الرأس وشعر الجسم والتي يجب على المرضى أن يدركوا ذلك جيدا قبل الإقدام على هذه الخطوة. البيئة التي ستقوم باحتضان الشعرة المزروعة ستكون بيئة جديدة ومختلفة عن البيئة الأصلية التي تكون في عملية زراعة الشعر التقليدية من فروة الرأس إلى جزء أخر منها. العوامل الأكثر أهمية هي اللون، السماكة، البنية او تركيب الشعرة، أقصى طول للشعر، ومعدل نمو الشعر.
هناك أربعة مخاوف كبرى للمرضى الذين يرغبون في إجراء زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم bht. هذه المخاوف هي:
- اختلاف البنية والشكل بين شعر الرأس وشعر الجسم
- الإخفاق الكبير أثناء إزالة الشعر من الجسم
- عدم توافق فروة الرأس مع شعر الجسم
- فرص ضمور بصيلة الشعر الكبيرة وتساقط الشعر بشكل دائم
- عدم تخطي الشعر لطول 1-2 سم في أحيان كثيرة
- معدل نمو بطيء للغاية لا يلبي رغبات المرضى
- اختلاف سمك الشعر الجديد مما يجعل مسام فروة الرأس تلتهب
- فرص ثبات ونمو ضئيلة ربما تصل لأقل من 50%
مساوئ هذا النوع من العملية عادة أن شعر الجسم ذو نوعية أقل جودة من ذلك الموجود على فروة الرأس. لذلك لا يمكننا استخدام هذا النوع من العمليات للمرضى الذين يسعون للحصول على نتائج مرضية وتغطية جيدة ودائمة. في الغالب لا تستطيع البصيلات المزروعة الصمود لأكثر من عامين في بيئة فروة الرأس التي تختلف جذريا عن بيئة بشرة الجسم.
الأثار الجانبية لعملية زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم
عملية زراعة الشعر التقليدية ربما يكون لها أثار جانبية نادرة الحدوث على المدى الطويل، واثار جانبية يتم السيطرة عليها بسهولة على المدى القصير. ربما هذه الأثار تتشارك في عملية زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم بشكل أكثر تعقيدا وربما تؤدي إلى مشاكل كبيرة لا يمكن السيطرة عليها.
أهم المشاكل التي ترتبط بعملية زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم هي الصدمة الحرارية. هذا النوع من الأثار الجانبية يحدث بسبب اختلاف درجة حرارة المنطقة المأخوذ منها الشعر في الجسم عن درجة حرارة فروة الرأس. وهذا الأمر طبيعي لأن لكل منطقة من الجسم درجة الحرارة التي تميزها وتحافظ على بقائها بالشكل الصحي. من شأن هذه الصدمة أن تسقط الشعر المزروع بسرعة كبيرة في وقت قصير. في حالة زراعة الشعر التقليدية ينمو الشعر مجددا بعد التأقلم على الخواص الجديد للبيئة المزروع فيها. اما في حالة شعر الجسم، فلا يكاد الشعر ينمو حتى يشعر بالصدمة الحرارية مرة أخرى ويسقط من تلقاء نفسه. لذلك يخبرك الطبيب أن عدد البصيلات المزروعة لن يكون هو العدد الفعلي للشعر الجديد في فروة الرأس حتى بعد مرور فترة الثبات والنتائج النهائية.
في بعض الحالات التي تمثل تقريبا 40% من المرضى الذين يقومون بعملية زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم، تحدث بوادر التهاب في فروة الرأس بعد الزراعة. هذا الأمر طبيعي، إلا أنه يستمر لفترات طويلة بعد العملية حيث لا يستطيع الشعر التأقلم بشكل مناسب مع بيئته الجديدة. ربما يتطور هذا الالتهاب مسببا العدوى الموضعية الدائمة التي لا تزول إلا بعد تساقط هذه البصيلات الجديدة.
أيضا في حالة زراعة شعر جسم ذو مقاييس أكبر من شعر فروة الرأس، فبالتبعية تنفتح مسام فروة الرأس بشكل أكبر. في هذه الحالة، أثناء الفترات الأولى بعد الزراعة تكون هذه المسام بيئة جيدة لتطور البكتريا وحدوث العدوى وربما تلف البصيلات المزروعة في نهاية المطاف.
أخيرا، لا يوجد اعتماد حقيقي لعملية زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم على عكس عملية زراعة الشعر التقليدية. لا يوجد أيضا معايير ثابتة تضمن نتائج العملية على الرغم من جميع الأبحاث التي رفضت التعرض لهذا النوع من الإجراءات غير الآمنة. ربما لا يكون هذا الخيار ناجح في غالبية الحالات، إلا أنه فرصة لإهدار المال إذا تم عن طريق غير متخصص في زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم.
زراعة الشعر من شخص آخر نسبة نجاحها ضعيفة للغاية ولا يحبذها أمهر أطباء الجراحات التجميلية فكما هو معروف أن جهاز مناعة الجسم يرفض دخول أي جسم غريب إلى جسم الإنسان. أما في حال رغبة المريض تجربة زراعة الشعر من شخص آخر فإن الأمر يتطلب توافق فصائل الدم والاعتماد على أنواع من الأدوية الطبية طوال العمر لجعل الجسم يتقبل خلايا بصيلات الشعر الدخيلة.زراعة الشعر من شخص آخر؟
المراجع