تم تطوير دواء مينوكسيديل في ستينيات القرن الماضي لأول مرة كدواء فموي يختص بعلاج ارتفاع ضغط الدم، ولكن تم ملاحظة ازدياد نمو الشعر لدى بعض المرضى بعد استخدامهم لهذا العقار. وتم في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي تطوير تركيبة موضعية من المينوكسيديل لعلاج تساقط الشعر لدى الرجال ومن ثم بدأت النساء باستخدام العقار لأول مرة في عام 1992. يعدّ مستحضر المينوكسيديل الآن المستحضر الموضعي الوحيد الذي حصل على موافقة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية كعلاج فعّال ومثبت في إعادة نمو الشعر للرجال والنساء. يُستخدم المينوكسيديل بشكل عام لعلاج تساقط الشعر بدون الحاجة لامتلاك وصفة طبية. حيث يتم تطبيق المينوكسيديل على فروة الرأس مباشرة، وقد أثبت فعاليته في زيادة نمو الشعر لدى ما يقارب 40% من الرجال والنساء الذين جربوا المستحضر.
ما هو المينوكسيديل؟
يعدّ المينوكسيديل أحد أكثر منتجات استعادة الشعر انتشاراً في العالم إلا أن آلية عمله ما زالت غامضة نوعاً ما، ولكن يفترض بعض خبراء نمو الشعر أن قيامه بتوسيع الأوعية الدموية بالإضافة لفتح قنوات البوتاسيوم يتيح المجال أمام المزيد من الأوكسجين والمغذيات بالوصول إلى بصيلات الشعر المتعبة. يؤدي هذا الأمر إلى تساقط بعض بصيلات الشعر والتي تكون في مرحلة التساقط أصلاً، ومن ثم يتم استبدالها بشعر كثيف ولكن في طور نمو جديد.
لا يعدّ المينوكسيديل فعالاً بحال كانت تكون منطقة تساقط الشعر واسعة النطاق. حيث يعمل بشكل أفضل عند استخدامه في سن صغير للأشخاص الذين عانوا من تساقط الشعر لمدة لا تزيد عن 5 سنوات. يٌباع المنتج بدون وصفة طبية في صورة رغوة أو سائل ويتوفر في تركيزين هما 2% و5%. يتم استخدام محلول أو رغوة المينوكسيديل عادةً لعلاج الصلع الذكوري بالتحديد، ولكن لا ينصح الأطباء باستخدام الدواء بتركيز 2% لمعالجة الصلع المنتشر في الجزء الأمامي من فروة الرأس أو بحال وجود انحسار خط الشعر الأمامي عند الرجال. حيث يُستخدم هذا التركيز لتعزيز نمو الشعر لدى النساء ذوات الشعر الرقيق بشكل أساسي.
كيفية استخدام دواء المينوكسيديل
يتم تطبيق بخاخ أو رغوة المينوكسيديل عادةً بوضعه بشكل مباشر على فروة الرأس وذلك تبعاً لتوجيهات الطبيب المعالج أو حسب التعليمات الموجودة على ملصق العبوة. ابدأ بقراءة جميع التعليمات الموجودة على العبوة وإذا لم تكن واضحة، فمن المستحسن الاتصال بطبيبك أو الصيدلي.
قم بتنظيف وتجفيف فروة الرأس قبل تطبيق المنتج، وقسّم شعرك لتطبيق المحلول بالتساوي. افرك المحلول بلطف على فروتك واسمح له أن يجف تماماً قبل استخدام منتجات لتصفيف الشعر أو قبل الذهاب إلى النوم. لتطبيق الرغوة، ابدأ بشطف يديك بالماء البارد ومن ثم جففهم بشكل جيد، ثم ضع القليل من رغوة المينوكسيديل على فروة رأسك، مع فركها بشكل لطيف.
يجب ألا يلمس المينوكسيديل أبداً أي جزء من الجسم بخلاف فروة الرأس. كما لا ينبغي أن يُطّبق المحلول على الجلد المصاب برضوض أو الجلد المهيج أو المصاب من أشعة الشمس. اغسل يديك بعد كل عملية لمس للمحلول وتجنب لمس عينيك. إن دخل المحلول إلى عينيك، عليك أن تغسلهما بكمية كبيرة من الماء.
من المهم معرفة أن استخدام المزيد من المينوكسيديل لن يسرع نمو الشعر، بل يمكن أن يسبب آثاراً جانبية متعددة. عادةً ما يتم تطبيق المنتج مرتين في اليوم صباحاً وليلاً قبل النوم. قد يستغرق نمو الشعر حوالي ثلاثة أشهر أو أكثر. كما أن الشعر الجديد سيكون ناعماً وعديم اللون في المراحل الأولى من العلاج ولكن مع الاستخدام المتواصل سيبدو الشعر بنفس اللون والسماكة كبقية شعرك.
ننصح تخزين العبوة في درجة حرارة الغرفة بعيداً عن الحرارة والرطوبة. ولا يجب الاحتفاظ بها في سيارتك ولا تقم بثقب العلبة حتى بعد استخدامها.
من يجب أن يستخدم مينوكسيديل؟
يستعمل بخاخ مينوكسديل عادةً لتحفيز نمو الشعر ومنع تساقط الشعر نتيجة الصلع الذكوري أو الأنثوي. يقدم مستحضر المينوكسديل نتائج أفضل عند استخدامه من أجل علاج تساقط الشعر الوراثي الذي يبدو غالباً في قمة فروة الرأس. كما يُستخدم لوقف ترقق الشعر بشكل عام عند النساء. يحقق المينوكسديل نتائج أفضل عند استخدامه من قبل أشخاص تقل أعمارهم عن 40 سنة أي الأشخاص الذين بدأوا في فقدان الشعر للتو، فهو ليس فعالاً عند تطبيقه على رأس أصلع تماماً.
بشكل عام، لا يجب استخدام المينوكسديل بحال:
- عدم معاناة أفراد عائلتك من تساقط الشعر.
- حدوث تساقط الشعر في بقع محددة من فروة الرأس.
- تعاني من فروة رأس حمراء أو حكة أو إصابة مؤلمة وحساسة للمس.
- كان تساقط شعرك بسبب استخدام المواد الكيميائية أو الكثير من منتجات الشعر الضارة.
- كنت تعاني من أمراض في الغدة الدرقية أو من تندب فروة الرأس أو نقص التغذية أو تخضع للعلاج الكيميائي.
- إن كنت تحت الثمانية عشر عاماً.
يستخدم بعض الأشخاص مينوكسيديل كإجراء وقائي عند معاناة أحد أفراد الأسرة من تساقط الشعر. تذكر أن فعالية نمو الشعر تختلف بين شخص وآخر. وقد لا يعود شعرك إلى المظهر الطبيعي بالكامل خصوصاً أن هذا الدواء مؤقت الفعالية.
هل يعدّ مينوكسيديل أفضل بخاخ لإعادة نمو الشعر؟
أظهرت الدراسات السريرية أن مينوكسيديل يعيد نمو الشعر لأغلب مستخدميه. حيث أظهرت الدراسة السريرية الأصلية التي أدت إلى الموافقة على استخدام الدواء في أواخر الثمانينات أن 40% من الرجال لاحظوا نمو شعر معتدل إلى كثيف على التاج. بينما بينت دراسة لاحقة أن 62% من 984 من الرجال الذين استخدموا مينوكسيديل بتركيز 5% قد لاحظوا انخفاضاً ملحوظاً في تساقط الشعر. كما أظهرت دراسات على النساء نتائج إيجابية كبيرة. حيث نمى الشعر باعتدال لدى 19% من النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و45.
تذكر أن مينوكسيديل ليس بدواء سحري، أي أنك لن ترى النتائج مباشرةً. إن التغيرات بطيئة وتدريجية فقد لا تلاحظ نمو كبير للشعر حتى 4 أشهر أو أكثر. عليك الالتزام الكامل بالدواء لتحقيق النتائج المرجوة، ولكن ضع في اعتبارك أن مينوكسيديل ليس علاجا للصلع، إنه علاج لتقليل تساقط الشعر. فقد يعود الشعر للتساقط بشكل أسوأ عند إيقاف العلاج. إذا كنت تريد نتائج دائمة، يجب أن تكون مستعداً لاستخدام المنتج مدى الحياة.
الأثار الجانبية المحتملة من استعمال مينوكسيديل
كما هو معروف، فإن للمينوكسيديل عدة آثار جانبية لفروة الرأس. قد تكون بعض هذه الأعراض مؤقتة وقد تستمر أكثر لأصحاب البشرة الحساسة. تتلخص أهم الآثار الجانبية لاستخدام المينوكسيديل في:
- نمو الشعر غير المرغوب فيه: قد يسبب المينوكسيديل زيادة في نمو شعر الجسم والوجه بسبب تأثيره على هرمونات الجسم وخاصة عند الرجال.
- عدم انتظام نبضات القلب: أحد أخطر أعراض المينوكسيديل هي ضربات القلب السريعة والغير منتظمة، مما قد يسبب أضرار مزمنة لعضلة القلب.
- الشعور بالدوار: يعاني بعض مستخدمي المينوكسيديل من الدوار كردة فعل سلبية من الجسم لهذا المستحضر.
- الصداع: يمكن أن يتراوح الصداع بين الخفيف والمتوسط لبعض الأشخاص.
- التأثير على الرؤية: يؤدي الاستخدام المستمر للمينوكسيديل إلى أضرار مزمنة في العين.
- تورم الأطراف: عانى عدد قليل من المستخدمين من انتفاخ في اليدين أو القدمين أثناء فترة العلاج.
- مشاكل في الوزن: قد يسبب المينوكسيديل زيادة سريعة في الوزن نتيجة تأثيره على هرمونات الجسم.
في النهاية، لا يعدّ المينوكسيديل علاجاً فعالاً لجميع فقدان الشعر، كما لا يمكن التنبؤ بنتائجه بشكل دقيق. حيث تختلف درجة الاستجابة من شخص لآخر وفقاً لعوامل متنوعة وغير محددة حتى اللحظة.