تعتبر زراعة الشعر في تركيا اليوم الجواب النهائي الوحيد والأمثل لكل مشاكل الصلع وفقدان الشعر، كما أنها علاج سهل وآمن لقطاع واسع من الأشخاص، لكن توجد بعض الأمراض والمشاكل الصحية التي يمكن أن تشكل عائقًا مؤقتًا أو نهائي لإمكانية خضوعك لعملية زراعة الشعر؛ لذا من الأفضل أخذ الحيطة والحذر والإحاطة بكل ما يخص هذه الأمراض وتأثيرها على هذا الإجراء في حال كنت تود الإقدام عليه.
أمراض الغدة الدرقية وزراعة الشعر
إن أشكال وأنواع أمراض الدرق عديدة، ومسبباتها مختلفة، ولكل نوع أعراض معينة تنتج عنه، ومنها:
- فرط نشاط الغدة الدرقية؛ أي زيادة إفراز هرموناتها.
- قصور الغدة الدرقية، وهو ينتج عن نقص إفراز هذه الهرمونات.
- أورام الغدة الدرقية والقيلات.
جميع هذه الحالات على اختلاف مسبباتها أحيانا تؤدي لتساقط الشعر وقلة كثافته بشكل مزعج في بعض الأحيان، كما أن تساقط الشعر الناتج عن مشاكل الغدة الدرقية مميز نوعًا ما، لأنه يكون منتشرًا، أي أنه لا يقتصر على شعر الرأس فقط، بل يشمل الحاجبين وحتى شعر الجسم بأكمله.
متى تكون زراعة الشعر علاجًا مناسبًا لمريض الغدة الدرقية؟
أولا يتوجب التوجه إلى طبيب غدد صم لعلاج السبب الرئيسي لتساقط الشعر هذا، ألا وهو اضطراب عمل الدرق، وبعد العلاج بشكل تام في حال بقاء الشعر خفيفًا بشكل ظاهر.
بعد استشارة طبيبك وطبيب زراعة الشعر يمكن لك إجراء العملية، وذلك بعد التأكد من استقرار نسب الهرمونات في جسمك، وأنها لن تعود لتضطرب من جديد، وبالتالي لن يتساقط شعرك مرة أخرى.
مقال متعلق: عمليات زراعة الشعر في حالات اضطراب الغدة الدرقية
أي من أنماط السكري مؤهل لزراعة الشعر؟
لنتمكن من فهم أسباب اختلاف قابلية مريض السكري لإجراء زراعة الشعر باختلاف نمط السكري الذي يعاني منه، يتوجب علينا فهم هذه الأنماط ومعرفة الاختلافات بينها.
بشكل رئيسي يوجد نمطان لمرض السكري وهما:
النمط الأول type 1))
وهو ما يعرف أيضًا بالسكري المعتمد على الأنسولين
- ينتج عن مشاكل وراثية في البنكرياس، وهو المسئول عن إفراز الأنسولين.
- حيث يبدأ هذا النمط منذ الطفولة، ولا يتعلق بأسلوب حياة المريض أو نوعية غذائه.
- يعالج هذا النوع من السكري بحقن أو أقراص الأنسولين، وذلك بحسب تطور الحالة لديهم.
النمط الثاني (type 2)
وهو السكري غير المعتمد على الأنسولين
- هذا النمط يظهر أو يحدث بعد البلوغ، وفي سنين عمر متقدمة عادة.
- ينتج عن نمط حياة ونظام غذائي غير صحي، بالإضافة لاستعداد وراثي.
- كما أنه ينتج في بعض الأحيان عن إصابات في البنكرياس، سواء بحادث أو صدمات عصبية.
- يمكن علاج هذا النوع باتباع نظام حياة صحي، وتناول أطعمة مغذية، وممارسة الرياضة بانتظام.
في حالات معينة قد يحتاج المصاب به إلى ما يعرف بالأقراص المنظمة لسكر الدم، وليس أقراص الأنسولين، أما في مراحله المتقدمة فإن مريض السكري نمط ثاني يمكن أن يحتاج أقراص وحتى حقن الأنسولين لتنظيم نسبته في الدم.
إمكانية زراعة الشعر لمرضى السكري
يعتمد هذا على مدى تطور المرض على اختلاف نمطه:
- فكلا النمطين في المراحل المتقدمة يؤدي لتداعيات ومضاعفات من شأنها أن تمنع إمكانية خضوع الشخص لعملية زراعة الشعر بشكل نهائي، وهذه المراحل هي التي يكون فيها المرض متعنت، أي لا يستجيب تمامًا لعلاج الأنسولين، بالإضافة لوجود مشاكل تخثر الدم وشفاء الجروح لديه، وهو الأمر الذي يعرفه الطبيب من تحاليل الدم التي يطلبها.
- أما مرضى السكري المستجيبين للعلاج سواء بالحقن أو الأقراص بعد التأكد من قيم الدم وسرعة التخثر عندهم وتأكيد استجابتهم للعلاج باختبارات تجرى قبل العملية، يمكن لهم الخضوع لزراعة الشعر، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار اتخاذ الاحتياطات وتحضير حقنة جلوكوز لاستخدامها في الحالات الطارئة أثناء عملية زراعة الشعر.
التهاب الكبد الفيروسي Hepatitis
ينتج التهاب الكبد الفيروسي أو الوبائي على اختلاف نوعه عن إصابة أو عدوى فيروسية تؤدي لإلحاق الضرر بخلايا الكبد، وبالتالي حدوث خلل في وظائفها.
وتوجد خمسة أنواع لالتهاب الكبد الوبائي، تختلف تبعًا للعامل المسبب، وهي:
- التهاب الكبد الفيروسي (أ):
- ينتج عن عدوى فيروسية تنتقل عادة بالمياه والأطعمة الملوثة بالفيروس.
- يؤدي لأعراض مثل القيء والإسهال واحتباس السوائل في القدمين والوجه وغيرها.
- يمكن علاج هذا النوع بمصل مضاد لالتهاب الكبد أ ويشفى المريض في غالب الأحيان تمامًا منه بعد العلاج.
- أما حامل المرض أي الناقل الذي لا تظهر عليه أعراض، بل يحمل الفيروس، فقد يبقى كذلك طوال عمره، وهو الأمر الذي يتطلب الحيطة والحذر.
- التهاب الكبد الفيروسي (ب):
- التهاب الكبد (ب) يتشابه بشكل كبير مع التهاب الكبد (أ) بالأعراض وطريقة العدوى.
- العلاج غالبا يكون بالمصل الحاوي على أضداد الفيروس المسبب، كما يوجد لقاح لاتهاب الكبد (ب)، ويعطى بشكل وقائي في المناطق التي ينتشر فيها المرض بشكل كبير.
- هذا النوع أيضًا يمكن علاجه بشكل تام.
- التهاب الكبد الفيروسي (سي) أو (ج):
- يعتبر هذا النوع هو الأخطر، كما أنه يؤدي لحالات وفاة مرتفعة بين المصابين به،
وذلك لأنه غالبًا ما يتطور إلى تشمع الكبد أو حتى الإصابة بسرطان خلايا الكبد.
- التهاب الكبد (سي) لا يمكن علاجه إلا في حال زراعة الكبد.
- ينتقل عن طريق الدم بشكل رئيسي.
حتى في حال التعافي من التهاب الكبد (سي) أو علاج أو تخفيف أعراضه، يبقى الشخص حامل للفيروس ومعدي.
- التهاب الكبد (د):
يرتبط هذا النوع من التهاب الكبد بالنمط (ب)، وعادة يترافق معه وينتج عنه نفس
الأعراض، ويعالج بالأسلوب نفسه.
- التهاب الكبد (هـ):
يتشابه التهاب الكبد (هـ) بشكل كبير مع التهاب الكبد (أ)، ويكون سيره مطابقًا له
بالأعراض والعلاج وطريقة العدوى.
التهاب الكبد الوبائي وزراعة الشعر
تكمن فكرة قابلية الشخص المصاب بالتهاب الكبد الوبائي لإجراء عملية زراعة الشعر
بنوع الالتهاب وإمكانية علاجه تماما.
ففي الأنماط (أ) (ب) (ه) (د) يمكن أن يكون الشخص مؤهلًا لزراعة الشعر في حال
أكد الطبيب على خلو دمه بشكل تام من العامل الممرض.
أما التهاب الكبد (ج) فيمنع حامله وبشكل نهائي من إمكانية خضوعه لزراعة الشعر،
وذلك نظرا لخطورة المرض وتداعياته، بالإضافة لعدم إمكانية الشفاء التام منه.
مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز وزراعة الشعر
إن الإيدز أو مرض عوز المناعة المكتسب ينتج عن العدوى بفيروس HIV، حيث يصيب الفيروس خلايا ومكونات الجهاز المناعي في الجسم، ويؤدي إلى خلل في وظيفتها.
مما يسبب ضعف وحتى انعدام مناعة المريض، ويجعله عرضة لأمراض متنوعة، بالتالي عرضة للموت بأبسط الأمراض، حيث تشير الإحصائيات أنه يوجد ما يقارب الـ 40 مليون شخص مصاب بالإيدز في العالم.
وينتقل هذا المرض حصرًا عن طريق الدم، وبالرغم من أنه اليوم باتت توجد بعض العلاجات التي تشفي أو على الأقل تبطئ سير المرض وتخفف أعراضه، إلا أن الإنسان الحامل للفيروس لا يتخلص منه حتى لو شفي تماما.
وهو السبب الذي يجعل مرضى الإيدز أو حاملي الفيروس ممنوعين تماما من إجراء عملية مثل زراعة الشعر، وذلك لكون خطر العدوى لأشخاص آخرين شبه مؤكد، بالإضافة للمضاعفات التي من الممكن أن تصيب المريض نفسه نظرا لكون جهازه المناعي مصابا ومضطربا وظيفيا. أي أنه لا يمكن على الإطلاق إجراء زراعة الشعر لمرضى الإيدز.
أمراض القلب وضغط الدم
إن أمراض القلب والأوعية الدموية هي أمراض مزمنة، أي أنها مرافقة للشخص طوال حياته، وذلك يتعلق بتلك غير المميتة أو التي لا تشكل خطرا على حياة الإنسان في حال ضبطت بالعلاج الصحيح، ومنها بالطبع ارتفاع ضغط الدم.
إن ارتفاع ضغط الدم هو مرض وراثي غالبًا، ويمكن السيطرة عليه والتعايش معه في حال التزام المريض بالعلاج الموصوف، واتباع نظام حياة مناسب، أما زراعة الشعر للأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم فهو مماثل للحال لمرضى السكري.
أي أنه في حال كان ضغط المريض يستجيب للأدوية الخافضة أو المنظمة فبإمكانه إجراء عملية زراعة الشعر مع الانتباه لوضعه هذا، ووضعه بالاعتبار، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتلافي أي حادث طارئ خلال العملية.
أما أولئك الذين يكون ضغط الدم لديهم مرتفع بشكل كبير وعلى الدوام، ويصعب السيطرة عليه بالأدوية، فلا يمكن لهم إجراء زراعة الشعر.
وبشكل عام، فيما يخص جميع أمراض ومشاكل القلب والأوعية الدموية، فإن الأشخاص الذين يعانون من أي منها ويمكن لهم إجراء زراعة الشعر في تركيا يفضل أن تتم بتعاون طبيب زراعة الشعر مع طبيب القلبية الخاص بالمريض.
المراجع
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4507484/
https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/ConditionsAndTreatments/hair-transplant-surgery