يعدّ ضعف وتساقط الشعر أحد أكثر مشاكل الشعر شيوعاً التي تثير قلق وخوف معظم النساء اليوم. يعود هذا الأمر لأثرها السلبي الكبير على حياتهن الاجتماعية والشخصية. ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أن معدل تساقط الشعر الطبيعي يبلغ تقريباً مئة شعرة يومياً، حيث نعتبر تساقط الشعر مشكلة عندما يزيد معدل الشعر المتساقط يومياً عن هذا العدد.
كما تختلف أسباب تساقط الشعر لدى النساء باختلاف المشكلة التي يعانين منها. حيث تدخل الكثير من العوامل الوراثية والمكتسبة في ضعف وتساقط الشعر. ولكن يمكن إرجاع أسباب تساقط الشعر عند النساء بشكل عام إلى تواجد سبب واحد أو أكثر من الأسباب التالية.
تساقط الشعر عند النساء بسبب الحمل والولادة
تتزامن فترة بداية الحمل مع حصول المرأة على شعر صحيّ عادةً، ولكن سرعان ما يبدأ هذا الشعر بالتساقط بعد الولادة ببضعة أشهر فقط. لفهم هذا لا بد من ذكر أن الشعرة تمر بثلاث مراحل أساسية تبدأ بالنمو مروراً بطور الراحة وتنتهي بسقوط الشعرة.
يبقى الشعر خلال فترة الحمل في طور التنامي كنتيجة طبيعية للتغيرات الهرمونية. ولكن بمجرد ولادة الطفل تتغير هذه الهرمونات مرة أخرى مسببة وصول الشعر إلى مرحلة التساقط. حيث يتم فقدان كل الشعر الذي اكتسبته المرأة خلال فترة الحمل.
تساقط الشعر عند النساء بسبب عوامل وراثية
قد تصاب بعض النساء بالثعلبة الأندروجينية أو ما يُدعى بتساقط الشعر الأنثوي وذلك خلال العشرينيات والثلاثينيات من عمرهن. يزداد احتمال حدوث هذا الأمر مع وجود مشكلة تساقط الشعر لدى أفراد آخرين من العائلة. ولكن تعدّ محاربة تساقط الشعر الوراثي مبكراً أفضل طريقة لتفادي تساقط الشعر الحتمي. لذا ننصحك بالبدء بعلاج تساقط الشعر الوراثي فوراً وذلك عن طريق تناول البروتين والمكملات الغذائيّة واستعمال المينوكسيديل.
تساقط الشعر عند النساء بسبب إهمال صحة فروة الرأس
من الممكن أن تتعرض فروة الرأس لبعض الالتهابات التي تتداخل مع عمل بصيلات الشعر. كما تؤدي كثرة غسيل الشعر بالشامبو أو تراكم الشامبو الجاف على الفروة أو الشطف غير المناسب إلى سد فتحة بصيلات الشعر مسببة تساقطه بشكل كبير ومفاجئ بل وحتى إلى الإصابة بالصدفية وقشرة الرأس وغيرها.
تساقط الشعر عند النساء بسبب المشاكل الطبية
تلعب بعض المشاكل الطبية أو الأمراض الأساسية دوراً كبيراً في فقدان الشعر. حيث تعدّ مشاكل الغدة الدرقية مسببة رئيسياً لتكسر الشعر وتساقطه. كما تؤثر المشاكل الهرمونية الأخرى مثل متلازمة تكيس المبايض في كثافة الشعر على المدى البعيد. بينما يرجع الأطباء تساقط الشعر في بعض الحالات إلى مرض السكري الذي يسبب ضعف الدورة الدموية في الجسم وبالتالي نقص وصول المواد المغذية إلى فروة الرأس مما يسبب تساقط الشعر بصورة كبيرة.
تساقط الشعر عند النساء بسبب ربط الشعر القاسي
قد يسبب اعتماد بعض تصفيفات الشعر التي تعتمد على شد الشعر بشكل دائم مثل تسريحة ذيل الحصان أو الضفائر إلى تساقط الشعر. وذلك نتيجة السحب المستمر والشديد الذي تتعرض له الشعرة لفترات طويلة مسبباً إجهادها ومن ثم تساقطها.
تساقط الشعر عند النساء بسبب المعالجة الكيميائية أو الحرارية
نقصد بالمعالجة الكيميائية صبغات الشعر وسحب لونه وغيرها بالإجراءات التجميلية التي تحتوي مواد كيميائية ضارة، قد يؤدي استخدامها بشكل متكرر إلى فقدان الشعر لصحته وبريقه وصولاً لتساقطه. بينما تتضمن المعالجة الحرارية عمليات التصفيف اليومي للشعر باستخدام الحرارة التي تؤدي بشكل حتمي إلى جعل الشعر هشاً وأكثر عرضة للتكسر والتساقط.
تساقط الشعر عند النساء بسبب نقص الفيتامينات
كما تعلمين مسبقاً، إن للفيتامينات والمعادن دور أساسي في الحفاظ على صحة الشعر. حيث يرتبط تساقط الشعر في بعض الحالات بنقص فيتامين B12 أو البيوتين أو الفولات أو الريبوفلافين. لذا ينصح الأطباء بتناول طعام صحي منتظم أو إدخال المكملات الغذائية التي تؤخذ عن طريق الفم إلى روتينك اليومي لضمان تزويد الشعر بكل ما يحتاجه ليبقى قوياً وصحياً.
تساقط الشعر عند النساء بسبب نقص البروتينات
يعاني النباتيون بشكل عام من نمو أضعف وأدق للشعر بمرور الوقت، يعود السبب الرئيسي في ذلك إلى حاجة الشعر للبروتين الذي نكتسبه عن طريق أكل اللحوم. لذا فإن إدخال كمية مناسبة من البروتين إلى وجباتنا الغذائية أمر ضروري للحصول على شعر قوي وصحي. بالإضافة لذلك، قد يؤدي فقدان الوزن السريع واتباع نظام غذائي قاسي قليل السعرات الحرارية إلى ضعف الشعر وتساقطه. لذا ننصحك باستشارة اختصاصي التغذية لوضع خطة غذائية مناسبة لاحتياجات جسمك بدلًا من الاستغناء عن عناصر غذائية هامة للجسم بشكل عام والشعر بشكل خاص.
تساقط الشعر عند النساء بسبب التعرض لصدمة عاطفية
قد تترافق الصدمات العاطفية القاسية مع تساقط الشعر السريع للنساء. حيث تسبب الصدمات العاطفية نوعين رئيسيين من تساقط الشعر، هما تساقط الشعر المزمن وتساقط الشعر المفاجئ. يتسبب تساقط الشعر المفاجئ في تساقط الشعر بعد الصدمة مباشرةً، بينما يحدث تساقط الشعر المزمن ببطء فلا يمكن ملاحظة أثره على الشعر إلا بعد مرور عدة أشهر على الصدمة.
تساقط الشعر عند النساء بسبب التغيرات الهرمونية
تمر النساء بشكل عام بالكثير من التغيرات الهرمونية خلال حياتها. حيث تسبب الولادة أو انقطاع الطمث أو علاج أطفال الأنابيب بالإضافة لإجراءات تحديد النسل إلى خلق خلل كبير في الهرمونات الأنثوية مما يسبب تساقط الشعر بشكل كبير. يعود هذا الأمر إلى التغير المستمر في هرمونات الأستروجين، حيث تسبب زيادة هذا الهرمون إلى تساقط كبير للشعر في المنطقة الأمامية من الرأس. قد يصبح هذا التساقط مزمناً بحال استمرار حالة عدم الانتظام في الهرمونات الأنثوية.
تساقط الشعر عند النساء بسبب الإجهاد
يرتبط التوتر والإجهاد مع انخفاض مناعة الجسم وظهور الالتهابات بصورة عامة، مما ينعكس سلباً على صحة شعرك وكثافته. يظهر هذا النوع من التساقط في الشعر بشكل مفاجئ عادةً وهو مرتبط مع اتباع نمط حياة مجهدة والعمل المستمر لساعات طويلة دون الحصول على قسط من الراحة. قد يؤدي الإجهاد المستمر إلى إلحاق ضرر مزمن ببصيلات الشعر مسبباً خسارة كبيرة في كثافة الشعر يصعب تعويضها.
تساقط الشعر عند النساء بسبب تناول بعض الأدوية
قد يعود سبب تساقط شعرك المستمر إلى الآثار الجانبية لتناول دواء معين. لذا لا بد من استشارة طبيب مختص عند تناول أي دواء للتأكد من التأثيرات الجانبية وكيفية تفادي تطور تساقط الشعر إلى حالة مزمنة بحال التناول المنتظم لهذه الأدوية.
علاج تساقط الشعر عند النساء بإجراء عملية زراعة
تعتبر عملية زراعة الشعر إجراء حديث ومتطور وذات نتائج مذهلة للتخلص من مشكلة تساقط الشعر عند النساء. وتتضمن هذه العملية إزالة بعض بصيلات الشعر من المناطق الأكثر كثافة في فروة الرأس والتي تدعى عادة بالمنطقة المانحة ومن ثم زراعتها في الأجزاء التي تعاني من تساقط مستمر للشعر أيّ المنطقة المستهدفة.
تنتشر بشكل عام تقنيان رئيسيتان لزراعة الشعر حول العالم، هما:
- تقنية FUE: والتي تعتمد على استخراج بصيلات الشعر باستخدام أدوات دقيقة وزرع كل شعرة على حدا في فروة الرأس. تتميز هذه التقنية بمدة تعافي أسرع وندوب أقل بشكل عام.
- تقنية FUT: يأخذ الطبيب شريحة من البصيلات تضم عدد معين من الشعيرات لتتم زراعتها في المنطقة المستهدفة. إن هذه التقنية أقل تكلفة من غيرها ونحقق نتائج جيدة.